• اخر الاخبار

    كل الحقوق محفوظة لمهادة محمد. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    الأحد، 20 مارس 2016

    آلاف الأطفال العاملين خلال العطل يتعرضون للاعتداءات


    ما أن ظهرت نتائج امتحانات الفصل الدراسي الثاني وأوصدت المدارس أبوابها حتى أقبل الآلاف من أطفال الجزائر كعادتهم على عالم الشغل، بعضهم في المزارع بالأرياف وبعضهم الآخر بالأعمال الحرة وآخرون على قارعة الطريق يبيعون ما جادت به الأرض من غلة الموسم، مهن مؤقتة مختلفة في شكلها ومضمونها، لكنها موحدة في هدفها الذي ليس إلا تحسين دخل الأسرة والإسهام في تخفيف أعباء الأولياء.
    كعادتهم، أطلق عديد الأخصائيين في مجال حماية الطفولة صيحات إنذار من خطورة خروج الأطفال إلى سوق العمل خلال العطل، وما قد يتسبب فيه ذلك من انتهاكات لبراءة هؤلاء، خاصة وأن جل الاعتداءات الجنسية وممارسات العنف التي يتعرض لها الأطفال تحدث في العطل، إلا أن ذلك لم يردع الأولياء عن السماح لفلذات أكبادهم بولوج سوق العمل تحت ذريعة الحاجة والفقر ولسان حالهم يقول “الله الحافظ”.
    لكن الواقع وللأسف يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن عمالة الأطفال من أخطر الظواهر الاجتماعية لما تتسبب فيه من انتهاكات يتعرض لها الطفل العامل على كافة المستويات، فإلى جانب الإيذاء الجسدي والنفسي غالبا ما يتعرض أيضا للاعتداء الجنسي.

    • أطفال لا يعرفون معنى العطلة ولا الراحة

    ما أن بدأت العطلة المدرسية الربيعية، حتى اكتظت مفترقات الطرق السيارة بالأطفال الباعة المتجولين.. كل يبيع بضاعته المتواضعة على طريقته الخاصة، بهدف تحسين أوضاع أسرهم الاقتصادية المتعسرة بسبب البطالة وقلة فرص العمل، ظاهرة عمل الأطفال بضواحي العاصمة وولايات الداخل تفاقمت وازدادت بشكل غير مسبوق، كل يود أن يعمل وينتظر العطلة بدلاً من أن يستغلها في المراجعة أو الترفيه أو في اللعب أو ما إلى ذلك، يتسابقون في بيع أشياء بسيطة، إما على مفترقات الطرق الرئيسية أو في الأسواق وحتى المحلات.
    التقينا عددا من هؤلاء البراعم لنستنتج بأن أسباب خروجهم إلى العمل هي واحدة ألا وهي قلة ذات اليد.
    منير 14 عاما، اتفق مع والدته على بيع خبز المطلوع والمحاجب بسوق باب الواد. وأضاف أنه في بعض الأيام لا يحصل إلا على القليل من المال، إلا أنه يشعر بالفرح والغبطة لأنه يساعدها ويدخل عليها ولو بالقليل مما يعينها، رغم أن رغبته في أن يلعب ويمرح ويستمتع بالعطلة الصيفية كباقي أقرانه موجودة.
    أما فؤاد “12 عام” فحاله لا يختلف كثيراً عن منير. حيث يخرج هو الآخر إلى السوق ليبيع بضاعته المتواضعة والمتمثلة في دبابيس الخمارات وغيرها. فقال إنه منذ ثلاث سنوات كان معتادا خلال فترة العطلة الصيفية على بيع المكسرات على شاطئ البحر بزموري، يتكبد كل صباح مشقة السفر بالحافلات ليعود في نهاية اليوم يعد دراهمه المعدودة لتوفير مصروفه الشخصي وبعض من مصاريف عائلته المكونة من سبعة أفراد، إلا أن نشاطه خلال العطلة الربيعية فلا يتعدى ما ذكر.
    اعتداء صارخ على حقوق الطفل نراه ونلمسه خلال العطل، أطفال في أعمار الزهور بعضهم لا يتجاوز السابعة أو الثامنة من العمر، يستغلون في مختلف المهن، تجارة المطلوع، أو قنينات الماء أو غيرها عند إشارات المرور وفي الطرق السيارة ومواقف الحافلات وحتى في القطارات ذهابا وإيابا وغيرها في أوقات الظهيرة وفي أوقات متأخرة من النهار، ليتساءل كل منا في قرارة نفسه، كيف يسمح الأولياء لفلذات أكبادهم بمثل هذه الأعمال التي تبقيهم لفترة طويلة خارج البيت، دون أن يفكروا في أنه عرضة لأن يصاب بالحوادث والأمراض، ولعل أخطرها الحوادث المرورية، ناهيك عن تعرضهم للتحرش الجنسي الذي قد يتطور إلى اعتداءات جنسية من طرف المارة من راكبي السيارات من أصحاب النفوس المريضة.

    • “443 ألف طفل جزائري دون 15 سنة اضطرهم الفقر للعمل

    أظهرت دراسة أعدتها وزارة الصحة بالتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة بالجزائر، أن 443 ألف طفل جزائري دون 15 سنة اضطرتهم الظروف الاجتماعية إلى العمل،  ووفقا لنفس الدراسة أن 3 ,1 بالمائة من أطفال الجزائر يعملون في الورشات الخاصة، و3 ,2 بالمائة يمارسون نشاطا اقتصاديا خارج المنزل، و4, 2 بالمائة يعملون في نشاطات تجارية موازية من أجل تحسين دخل الأسرة، و8 بالمائة من أطفال الأرياف يساعدون ذويهم في أعمال الزراعة وتربية المواشي، لكن هذه الأرقام تبقى غير دقيقة عن أعداد الأطفال العاملين ويرجع ذلك إلى عدم وجود تعريف موحد لظاهرة عمالة الأطفال، إذ يرى البعض أن التحديد يقتصر على من يعمل من الأطفال نظير أجر بينما يرى البعض الآخر أنة يشمل من يعمل داخل نطاق الأسرة بدون أجر وهو الشائع عندنا في الأرياف والولايات الداخلية.
    ويؤكد الأخصائيون أن الأرياف تسجل فيها معدلات معتبرة من الاعتداءات الجنسية على الأطفال، لكن هذه الحوادث غالبا ما تبقى في طي الكتمان مخافة من الفضائح والنتيجة هي أن المعتدي نفسه يكرر فعلته لمرات عديدة وهو متأكد بأنه سيفلت من العقاب.

    • شبكة وسيلة تحذر من تعرض الأطفال للاعتداءات خلال العطل

    حذرت شبكة وسيلة من أن العطلة الصيفية هي الفترة التي تشهد أعلى معدل في الاعتداءات الجنسية، كما سجلت أجهزة الأمن مؤخرا وجود حوالي ثلاثة آلاف طفل ضحية تعرضوا للاعتداءات الجسمية، الاختطاف، الاغتصاب، التي يتوقع أن ترتفع خاصة في ظل تفاقم المشاكل الاجتماعية وكثرة الآفات الاجتماعية ـ وبالذات خلال فترات العطل حيث تعود أغلب الأطفال على ولوج سوق العمل لكسب الرزق، لكن دون حماية تذكر، لذا غالبا ما يتعرضون لمختلف أنواع العنف والانتهاكات خاصة الجنسية منها، وأمثال هؤلاء يعايشون مشاعر صعبة معقدة أثناء الاعتداء وبعده لسنوات طويلة، بل أن الأمر يستمر معهم طيلة حياتهم، خاصة إذا اقترن الاعتداء بالتهديد والخوف وهو ما يحدث في أغلب الأحيان، إضافة إلى عدم فهم الطفل ما يحدث من حوله مما يخلط عليه الأمور.
    كما ناشدت جمعية “وسيلة” الدولة لحماية الطفل، انطلاقا من تطبيق قوانين صارمة لمعاقبة المعتدين، ووضع قانون يجرم الفاعلين ويطبق بصرامة، ودعت المجتمع المدني إلى التعامل مع الظاهرة بصرامة لحماية براعم الجزائر، وطالبت الأولياء والمجتمع وحتى الضحايا بعدم التزام الصمت خوفا من الفضيحة لأن ذلك يسهم في تفشي الظاهرة أكثر ويمكن الجناة للإفلات من العقاب، وطالبت في تصريح سابق لها الأولياء وخاصة الأمهات بالالتفات جديا إلى أطفالهن وحمايتهم من كل الأخطار المحيطة بهم خلال العطلة بشكل خاص وعدم السماح لهم بالذهاب إلى أي مكان لوحدهم دون حراسة.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: آلاف الأطفال العاملين خلال العطل يتعرضون للاعتداءات Rating: 5 Reviewed By: mohamed
    Scroll to Top